( مكابدات فتى جنوبى )
إلى: فتحى عبد السميع
مفتتحْ :
هذا دمى /
دَمُكْ
يدخلُ فى القصائدِ تارةً
وتارةً ..
ينداحُ فى غيم الكآبة
فمن يشاركُ الجنوبىّ الغناءْ ؟!
قال الفتى :
كانت الأشجار تضوى فى سما العتمة ،
لماذا الآنَ عتمةُ الأشياءِ تفترسُ الصباحْ ؟!
قلتُ يا فتى :
الحرفُ معتلٌّ /
ناقصٌ ،
الفعلُ عاجزٌ ،
فكيفَ نشدُّ فاتحة المغنّى ..
كيفَ نعيدُ شمساً
ليس يَنْكَحُهَا مغيبْ !
قال الفتى:
على قدمٍ نحيلةٍ
أهجُّ متشحاً بجيشٍ
لا يبينْ ..
أفتّشُ الطرقَ /
الخرائبَ
أسائلُ وهجَ براءةٍ متعبٍ فى عينِ طفلْ ،
هناك ..
أفاتِشُ
عنكَ /
عنّى
عن وطن يَبِيدْ !
على قدمٍ نحيلةٍ
أروحُ مدهوشا
أحثُّ خطاى
ألسعها ..
حيث هنالكَ قريةٌ تنعمُ فى صَمْتِهَا ،
أشدُّ ذاكرة القُرى
أعانقُ نخلة الجدّ العجوز
أهزّها ..
يَسّاقطُ الخوفُ ..
..
أمرقُ من حقول كآبتى
أفتحُ فى براحِ الليلِ
نافذةً /
طريقْ !
.. ..
خاتمة :
وَحْدَكَ ..
تفتحُ بوابة الحزنِ ،
وحدكَ ..
تأكُلكَ الأبجديّة ،
وحدكَ ..
فى مقلتيْكَ تُخبّئُ
ما قد تعرّى من الفقراء .
وحدكَ ..
تقرأ ما قد تَعسَر من سورةِ العشقِ والتهلكهْ .